عمي يوسف ... عاد الى أرض الوطن بعد أن أنهى دراسته الجامعية في أحدى الجامعات البريطانية
عاد حاملاً معه طموحه بالإنجاز المهني و طموحه في الاستقرار و تكوين أسرة .
تعين عمي يوسف في القطاع النفطي...فرح كثيراً لأنه تعين في أحد أهم قطاعات الدولة إن لم يكن الأهم على الاطلاق
حمل معه طموحه و أفكاره التي يريد أن يطبقها على أرض الواقع ... لكن سرعان ما تبددت طموحه و أحلامه
عندما صدم بالواقع الذي يحارب الكفاءات ... يحارب الطموح ... و يشجع المحسوبية
حاول جاهداً أن يغير هذا الواقع
وصل إالى مرحلة اليأس
اليأس الذي جعله يلملم شتات أحلامه .... و يغادر
عمي يوسف هاجر
هاجر الى أمريكا .. و التحق بوظيفة جيدة تتناسب مع مستوى مؤهله العلمي العالي و طموحه الأعلى
عمي يوسف تزوج بإمرأة أمريكية و أنجبوا ولداً -يبلغ من العمر الآن 25 سنة - لا يعرف عن الكويت شيئاً
سوى اسمها و ربما جنسيتها التي استبدلت بالجنسية الأمريكية
عمي حقق ما يصبو إاليه ... فو الآن يملك عدة شركات ... و يدير مشاريع حققها بطموحه و صبره
عمي يوسف أو جوزيف !! (هذا إسمه الجديد) يزور الكويت بصفة دورية .. و كانت آخر زياراته قبل إسبوع
في كل مرة أرى في عينيه شوق كبير
شوق للكويت
لأهلها
لهوائها
بحرها
بردها القارص
حرها الشديد
رطوبتها
غبارها
أشعر أنه يتحسر على كل لحظه قضاها بعيداً عنها ... أشعر انه يتمنى حمل كل ذرة من ترابها ليقبلها
عند عودته سرعان ما يستبدل (الجينز و التي شيرت ) بالغترة و العقال و الدشداشة :) و كأن لسان حاله يقول
(أبي أبدل هالثوب إللي ماهو ثوبي)
عمي حاول مرات عديدة أن يعود و يستقر بالكويت من جديد ... لكن ارتباطاته و مشاريعه و زوجته و إبنه شكلوا حجر عثرة في طريق العودة
عمي يموت باليوم مئة مرة شوقاً للكويت ... لكن ما العمل ؟؟؟
هل يترك كل ما بنا ليعود و يصطدم بطيور الظلام والتخلف من جديد؟؟
أم يكمل مسيرة إانجازاته و يعطي و يبذل وقته وجهده و ماله في وطن ليس وطنه و لكنه قدر مواهبه و أفكاره ؟؟؟
والسؤال الأهم
هل كلنا سنصبح (يوسف) يوماً ما بعد أن أصبحنا أغراب على أرضنا؟؟؟
أنا لا أنكر أن فكرة الهجرة كثيراً ما تراودني عندما أشعر بالإحباط
لكن عندما أهدأ و أرجع الى صوابي أشعر ان كل دقيقة..بل كل ثانية أعيشها في وطني (تسوا الدنيا و ما فيها) و أقول في قرارة نفسي
لـــــــــن أترك وطــــــــني لطيــــــــور الظــــــــلام والتخلف
و سأبقى أنا و غيري من المخلصين جنوداً مدافعين عنه
وطني ... تفداك هالدنيا و ما فيها
وطني ... انت طموحي
وطني...ثق تماماً ان كل إنجاز أسعى إاليه هو لرفعتك
وطني ... اعاهدك بأن اطوع نفسي و جهدي و مالي و أبنائي لخدمتك